حسن الورفلي (الاتحاد)

بدأت قوات الجيش الوطني الليبي في وضع اللمسات الأخيرة على معركة تحرير مدينة غريان من قبضة الميليشيات المسلحة، وذلك بعد الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة وخاصة من القوات الخاصة الليبية إلى تخوم المدينة، فضلاً عن الغارات الجوية التي يشنها سلاح الجو الليبي على تمركزات الميليشيات المسلحة.
وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد» إن القوات المسلحة الليبية جاهزة لدخول مدينة غريان وتحريرها من قبضة الميليشيات، لافتة إلى أن القبائل الليبية في المنطقة الغربية سيكون لها دور في مساعدة قوات الجيش الليبي في حسم المعركة سريعاً، لافتة إلى أن الوحدات العسكرية الليبية تحاصر مدينة غريان من الجهات كافة.
وفي طرابلس، بدأت القوات المسلحة الليبية في التقدم في محور السبيعة بالسيطرة على منطقة كسارات أبوعرقوب في ضواحي العاصمة، ودحر الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق التي يقودها أسامة جويلي، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وذلك بحسب ما أكده المكتب الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي.
وأكدت كتيبة طارق بن زياد المقاتلة التابعة للجيش الليبي سقوط ما يقرب من 25 قتيلاً في صفوف الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق، وذلك بعد دحرهم في منطقة كسارات أبوعرقوب.
وتتحرك القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في عدة مسارات لتأمين عملية استعادة مدينة غريان، وذلك عبر تأمين الطريق الرابط بين ترهونة والشويرف في المنطقة الغربية، لإجهاض أي محاولات للميليشيات المسلحة للالتفاف على القوات المسلحة الليبية في مدينة غريان. واستقبل القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر بمكتبه في مقر القيادة العامة بالرجمة، وفداً من مسؤولي وأعيان بلدية الشويرف ضم عميد البلدية حسن علي القذافي، ورئيس مجلس الشورى بالبلدية علي حسين أبونجيم، وعضو المجلس البلدي سعد محمد بومخلب، وأيضاً مدير مكتب التضامن بالبلدية.
وقال المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي، إن وفد مسؤولي وأعيان الشويرف أكدوا خلال الزيارة دعم بلدية الشويرف التام للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية وحربها على الإرهاب والميليشيات المسلحة، منددين بما حدث من تصفية لجنود الجيش الليبي المصابين والذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى غريان.
وعلمت «الاتحاد» أن السلطات الليبية في المنطقة الشرقية بصدد إعداد ملف كامل حول مجزرة غريان التي راح ضحيتها 40 جندياً في الجيش الليبي كانوا يتلقون العلاج في مستشفى غريان، وسيتم إرسال نسخة من الملف والتقارير الطبية التي تثبت ضلوع ميليشيات مسلحة تتبع حكومة الوفاق إلى عدد من الأطراف الإقليمية والدولية والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة.
واستمراراً لردود أفعال المؤسسات الليبية على التدخل العسكري التركي، أكدت لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي تحركها لاتخاذ جملة تدابير منها إعادة النظر في العقود والمواثيق المبرمة مع الجانب التركي، ومنها مشاريع تقدر بمليارات الدولارات.
وانتقدت اللجنة البرلمانية في بيان صحفي تجاهل الحكومة التركية للأعراف الدولية المتعارف عليها وضربها عرض الحائط كل ذلك وانتهاكها للسيادة الليبية بتقديم الدعم العلني للميليشيات المسلحة في طرابلس. ودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح من انتهاكات الحكومة التركية تجاه ليبيا وإدانتها بأشد العبارات، داعيةً القوى السياسية الفاعلة في تركيا لوضع حد لسياسات النظام التركي الذي يسيء لمصالح أنقرة وللعلاقات بين الشعبين الليبي والتركي.
ووجه رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح خطاباً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس وخطاباً لرئيس الاتحاد الأفريقي للدورة الحالية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن التدخل السافر من قبل تركيا وانتهاكها للسيادة الوطنية لليبيا وانتهاكها لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وبحسب المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق، شجب رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح خلال خطابه تدخلات تركيا ودعمها للميليشيات المسلحة الإرهابية والخارجة عن القانون ضد قوات الجيش الليبي، مؤكداً اختطاف طرابلس ومصرف ليبيا المركزي ومؤسسات الدولة من قبل قادة الميليشيات الإرهابية الذين ينهبون أموال الشعب الليبي ويمارسون أعمال النهب والخطف وتهريب البشر وتهريب ثروات الليبيين.
وأكد رئيس مجلس النواب الليبى أن المؤسسة العسكرية هي صمام الأمان لوحدة ليبيا وحماية الدستور ومؤسسات الدولة وكافلة للحقوق والحريات.